فهرس الصفحة
ميّز الله العام بشهر مبارك يصوم فيه الناس من طلوع الشمس حتى غروبها عن الطعام والشراب، وبالطبع لا يخفى على أحد أنّ الصيام يعود على الجسم بالعديد من الفوائد والتأثيرات الإيجابية، فما هو تأثير الصيام على الجسم؟ وهل للصيام أي تأثيرات إيجابية؟
الصيام
الصيام (بالانجليزية: Fasting) الذي يعني بكل بساطة الانقطاع عن تناول الأكل والشراب لفترة زمنية معينة، في هذا المقال سنذكر تأثير الصيام على الجسم.
تختلف مدة الصيام من دولة لأخرى فقد تستمر إلى ما يقارب 12 ساعة أو أكثر، كما أنّه من الجدير بالذكر أنّ الصيام ينصح به الأطباء في كثير من الحالات بغض النظر عن الأوامر الدينية التي تفرض صيام هذا الشهر، وذلك لفائدة الصيام بتحسين صحة الإنسان. [1]
تأثير الصيام على الجسم
يختلف الصيام من الناحية الدينية عن الصيام الذي يلجأ إليه الأشخاص لعلاج حالات مرضية، إذ أن الصيام المفروض دينياً يبدأ من الفجر وحتى المغرب، أمّا في حالات أخرى فقد يصوم بعض الأشخاص يوماً إلى ثلاثة أيام، بالإضافة إلى وجود الصيام المتقطع الذي يتخلله تناوب فترات تناول الطعام أو الصيام، بجميع الأحوال فإنّ فوائد أو تأثير الصيام على الجسم تتضمن الآتي:[2]
زيادة قدرة الجسم على محاربة الالتهابات
تعد الالتهابات عملية مناعية طبيعية يستخدمها الجسم للمساعدة في مكافحة العدوى، كما أنّ الالتهاب قد يكون حاداً أي مؤقتاً أو مزمناً أي يستمر لفترات طويلة، كما تشير الأبحاث إلى أنّ الحالات الالتهابية التي تصيب الجسم قد يكون لها علاقة بتطور الحالات المرضية المزمنة بما فيها أمراض القلب، والسرطان، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الصيام يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الالتهابات، بالإضافة إلى تعزيز صحة أفضل، كما لوحظ لدى 50 شخص بالغ لا يعاني من أي مرض في دراسة تم إجراؤها بأنّ الصيام المتقطع لمدة شهر قلل بشكل كبير معدلات الإصابة بالالتهاب، أما في دراسة تم إجراؤها على الحيوانات لوحظ بأنّ اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية أي ما يشابه الصيام عن الطعام قلل بشكل كبير من الحالات الالتهابية كما أنه كان مفيداً في علاج بعض حالات التصلب المتعدد. [2]
تعزيز صحة القلب
تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم،، إذ تقدر نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بما يقارب 31.5% من الوفيات على مستوى العالم، لذا فإنّ إجراء تغيير في النظام الغذائي، ونمط الحياة يعد من أكثر الطرق الفعالة لتقليل الإصابة بأمراض القلب.
كما لوحظ لدى الكثير من الدراسات بأنّ الصيام قلل بشكل كبير من مستويات الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار بالإضافة إلى الدهون الثلاثية بما يتراوح بين 25-32% على التوالي، بالإضافة إلى تحسين مستويات ضغط الدم، وانخفاض خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[2]
تعزيز التحكم بمستويات السكر في الدم
يؤثر الصيام على مستويات السكر في الدم من خلال تعزيز التحكم بها كونه يقلل مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين، بالتالي انخفاض مستويات السكر في الدم، إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ الصيام قد يحسن من نسبة السكر في الدم هذا يكون مفيداً للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر تزيد من إمكانية إصابتهم بمرض السكري، كما أنّ الصيام يساعد في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم مما يمنع حدوث طفرات أو انهيارات في مستويات السكر في الدم. [2]
تعزيز وظائف المخ
تتضمن تأثيرات الصيام على الجسم أيضاً تعزيز وظائف المخ من خلال منع الاضطرابات العصبية التنكسية، على الرغم من أنّ الأبحاث التي تؤكد ذلك تم إجراءها على الحيوانات فقط، إلا أنّ العديد من الدراسات لاحظت بأنّ للصيام تأثير كبير على الدماغ، إذ إنّ الصيام المتقطع لدى الفئران أدى إلى تحسين وظائف المخ وبنية الدماغ.
كما أفادت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات بأنّ الصيام يحمي صحة الدماغ، كما أنه يزيد من إنتاج الخلايا العصبية للمساعدة في تعزيز الوظيفة الإدراكية، بالإضافة إلى دور الصيام في تقليل الإصابة بالالتهاب لذا فهو يمنع الاضطرابات العصبية التنكسية، بالإضافة إلى خفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وداء باركنسون، كما أنه حسّن من الأعراض لدى المصابين به. [2]
يساعد على إنقاص الوزن
يوصي الكثير من خبراء التغذية بالصيام كطريقة ممتازة لإنقاص الوزن، إذ أن الصيام الذي يحدث فيه انقطاع عن تناول الأغذية والمشروبات يقلل بشكل كبير من كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بمرور الوقت، بالإضافة إلى تعزيز عمليات الأيض في جسم الإنسان، عن طريق زيادة مستويات الناقل العصبي نورإبينفرين الذي يعزز فقدان الوزن أيضاً.
كما أشارت بعض الدراسات بأنّ الصيام طيلة اليوم يمكن أن يقلل من وزن الجسم بنسبة تصل إلى 9%، كما أنه يقلل بشكل ملحوظ من دهون الجسم، بالإضافة إلى ذلك فإنه لوحظ بأنّ الصيام من الطرق الأكثر فعالية من تقييد السعرات الحرارية في زيادة فقدان الدهون مع الحفاظ في الوقت نفسه على أنسجة العضلات. [2]
زيادة إفراز هرمون النمو
يعد هرمون النمو من الهرمونات البروتينية الضرورية للجسم، إذ أشارت الأبحاث إلى وظيفته في النمو له دور أيضاً في عملية التمثيل الغذائي، وفقدان الوزن، وقوة العضلات، كما ذكرت بعض الدراسات إلى أنّ الصيام يزيد من مستويات هرمون النمو، إذ بعد صيام عدة رجال ليومين فقط زادت لديهم مستويات هرمون النمو بمعدل 5 أضعاف.
علاوة على ذلك فكون الصيام يساعد على التحكم بمستويات السكر في الدم، فإنّ هذا يؤدي إلى تحسين مستويات هرمون النمو، إذ أشارت الأبحاث إلى أنّ المستويات المرتفعة من الأنسولين قد تقلل من هرمون النمو. [2]
ما هو الصيام المتقطع
يلجأ الكثير من الأشخاص عند حاجتهم إلى إنقاص وزنهم أو تعزيز صحة جسمهم إلى نظام الصيام المتقطع، الذي يعني بمعنى آخر تنظيم أوقات الطعام أي الصيام لعدة ساعات معينة كل يوم، أو تناول وجبة واحدة لمدة يومين في الأسبوع، ذلك بهدف حرق الجسم للدهون، إذ أشارت العديد من الدراسات بأنّ جسم الإنسان طوّر ليصوم عدة ساعات أو أيام دون طعام أو شراب لذا فإنّ الصيام لعدة ساعات يفيد في خسارة الوزن، بالتالي تقليل الإصابة بالعديد من الحالات المرضية بما فيها السمنة، والسكري، وأمراض القلب. [3]
تأثيرات الصيام المتقطع
على الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يلجأون إلى الصيام المتقطع بهدف إنقاص الوزن، وعلاج بعض الحالات المرضية بما فيها متلازمة القولون العصبي، والتهاب المفاصل، وارتفاع الكوليسترول، إلا أنّ هذا النوع من الصيام قد يكون له تأثيرات جانبية، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل البدء به، كما ينبغي على بعض الأشخاص الابتعاد عن الصيام المتقطع بما فيهم النساء الحوامل أو المرضعات، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، والأشخاص المصابين بالسكري، والمصابين باضطرابات الأكل. [3]
لا يخفى على أحد فوائد الصيام سواءً كان في شهر رمضان أو غير ذلك أي الصيام المتقطع، ذلك لما يقدمه لجسم الإنسان من فوائد كثيرة تساعد في علاج عدة حالات مرضية، لكن ينبغي الانتباه إذا كان لدى الشخص حالات مرضية، أو كان حاملاً، أو مرضعاً فقد يؤدي الصيام إلى زيادة الحالة سوءاً لذا من الأفضل استشارة الطبيب.
تم نشر هذا المقال على موقع بابونج